أهلا فيكم، في سنه 1942 وفي خضم الحرب العالمية الثانية، ومع استخدام الناس في مجهود عسكري خصم من قدرة الشعب الأمريكي للعمل في مصانع الحوم، قررت الحكومة الأمريكية التجاوب والسماح بترخيص المصانع لتنظيف الأحشاء ميكانيكيا، هذه الحركة، التي كان هدفها حل مشكلة نقص العمالة، فتحت المجال لصناعة جديدة لم تكن في الحساب، فماهي هذه الصناعة؟ ومن أسسها؟ وكيف تعمل الآن؟
كل هذا وأكثر يسبقه طلب صغير، المتابعة الصامتة يخفي المحتوى الهادف، من فضلك لايك وشير وتعليق.
الحلقة اليوم عن الدجاج الاحم، كيف نشأ كصناعة، ومراحل الصناعة، وهيا نبدأ.
الدجاج البري:
مني ما يربوا عن 8000 سنه من الآن تم تدجين ديك الأدغال الاحمر في ما يعرف بمناطق الهند الصينية و والهند وجنوب الصين, وكان يستخدم في مبارزات المصارعة بين الديوك, كأنها كولوسيوم لكن حيواني, وأيضا لأغراض البيض, وبالطقوس الدينية, ولم يكن تربيته بهدف تناول لحمة.
ما لمانع من تناول لحمه؟
لا يوجد شيء يمنع الناس قديما من تناول الديك والدجاج, فقط قله اللحم المتوفر في الدجاجة وتكلفة تربيته وخسارتك للبيض هو المانع, لذلك الدواجن لم تربى للحومها.
إذا, مالذي جعله المصدر الأساسي للحوم ؟
القصة بدأت عام 1945, عندما رفعت وزارة العدل الأمريكية قضية ممارسة قيود تجارية على سلسة متاجرِA&P
ومن أجل تحسين صورتها، لاحظت هذه السلسة أن الدجاج المباع في محلاتها هزيل وعظمها عريض، فقررت التعاون مع وزارة الزراعة الأمريكية بهدف إنشاء مسابقة بغرض إنتاج سلالة دواجن أفضل فيها لحم أكثر، وتفصيلها التالي
سنه 1946, تم أخذ بيض من المزارعين المشاركين ووضعة في فقاست، ويتم تربيتهم في ظروف محكمة من قبل اللجنة لمدة 12 أسبوع، وثم ذبحها ووزنها وأخذ نتائج الدجاج الذي يصلح للأكل.
سنه 1947 تم تأهيل عدد 40 مزارع، استمروا في الاختبار حتى النتيجة النهائية عام 1948, كانت الشاحنات تأتي محملة بعدد 720 بيضة، ومن كل مزرعة يتم تقييم 50 دجاجة، وسنه 1948 تم إعلان الفائز: تشارلز فانتريس, والجائزة كانت 5000 دولار, الفائز الثاني هو هنري ساجليو, مزارع من أصول إيطالية, والحقيقة أن الجائزة هي الشهرة الواسعة بين مربي الدجاج, الرجال بدأ الزراعة من كونه طفل, وبنى اول حظيرة دجاج له من خشب بيانو قديم, من هذا البيانو القديم بنى مزرعة العائلة.
لتعرف حجم النجاح الذي تم تحقيقه, فالدجاج المنتج من قبل تشارلز فانتريس كان يبلغ وزن 1.9 كيلو خلال 12 أسبوع.
مقارنه بالدجاج العادي الذي كان يزن 1.1 كيلو خلال 16 أسبوع كامله!
ماذا حصل بعدها؟
أسس تشارلز فانتريس شركة دواجن باسم:
أسس تشارلز فانتريس في البداية شركة Vantress Hatchery مفقس فانتريس , وذلك بعد فوزة في المسابقة بهدف تلبية الطلبات, صحيح أن الدجاج المنتج كان كبير حينها, لكن لون الريش الأحمر لهذه السلالة الذي يترك بقع داكنة في الدجاج بعد السلخ هو الذي جعل الناس أقل تحمس لهذا الدجاج.
أما عن هنري ساجليو, فقد أسس شركة: "أربور إيكرز" (Arbor Acres), وكان ريش الدجاج في هذه السلالة أبيض اللون, وهذه كانت ميزته.
هنا حدث زواج المصلحة الأكبر في التاريخ! المزارعون اكتشفوا أن تزاوج ديك فانتريس الضخم مع دجاجة ساجليو البيضاء يعطي الكتكوت المثالي, للحصول على دجاج كبير الحجم ولونه أبيض, وهذه هي بداية الدجاج الاحم.
الدجاج الاحم الآن هو احتكار شركتين في العالم:
شركة Cobb-Vantress وهي اندماج شركة Cobb مع شركة Vantress, الفائز بمسابقة دجاج الغد.
وشركة Aviagen التي إستحوذت على شركة أربور إيكرز الفائز الثاني في ذات المسابقة.
مراحل تدجين الدجاج الآن:
الدجاج الذي يصل ليدك يحتاج الآن من 4 إلى 3 سنوات, ويمر بخمسة مستويات:
المستوى الأول: النواة الوراثية:
يكون عددهم ديك واحد وعشرة إناث
دجاج سري جدا وهدفة إنتاج سلالات نقية للمستوى الثاني.
المستوى الثاني: الأجداد العظام.
عددهم يصل لـ 150 دجاجة
فيهم تنتج 4 سلالات نقية معزولة عن بعض, تعود للجيل الأول, هذه السلالات هي:
السلالة A : التي تتميز بنمو العضلات الكبيرة ( العضلات تعني اللحم)
السلالة B : تتميز بسرعة نمو العضلات
السلالة C تتميز بالمناعة القوية.
السلالة D : تتميز بالتبييض (لتبيض الدجاج الاحم).
المستوى الثالث, الأجداد.
عددهم 7500 دجاجة, ويتم التزاوج هنا لإنتاج سلالتين:
يتم تزاوج الذكر (A) مع
الأنثى
(B) لإنتاج خط الآباء الذكور (AB)،
سريعين النمو ولدهم عضلات كثيفة.
يتم تزاوج الذكر (C) مع
الأنثى
(D) لإنتاج خط الآباء الإناث (CD)
يبيضون بكثرة ولديهم مناعة ممتازة.
المستوى الرابع: الآباء:
العدد يصل إلى 375,000 دجاجة،
وهنا لايتم خلط شيء, بل ضمان جنس السلالين وتكاثرهم, ولضمان عدد ذكور نقي من
سلالة: AB وضمان عدد نقي من إناث CD , والسبب هو أن هذا
المستوى هو الذي يباع في المزارع العادية، ومنه يتم إنتاج المستوى الخامس
المستوى الخامس: الدجاج اللاحم
الآن كمزارعين في البلدان ( السعودية مصر وخلافة) يمتلكون الدجاج الذكور والإناث
من المستوى الرابع، فببساطة يزاوجوهم لإنتاج السلالة التي تحمل الصفات المطلوبة، يرمز
له الدجاج ABCD
دجاج لاحم سريع النمو وهي
صفات من أبيه, وعدده غزير لأنه أمه بياضة فباضت كثيرا, وهذا الدجاج هو الذي يصل
للسوق وهو الذي نأكله.
عدده يصل إلى 48750000 دجاجة جاهزة للأكل.
ماذا نستفيد؟
في الحقيقة، لا نستفيد شيء! فقط أريد أن أوضح أن هؤلاء الناس من الجيل الأول من
المزارعين استغلوا قانون يسمح لهم بتنظيف الدجاج ميكانيكيا بدلا من اليد، قبل صدور
هذا القانون سيكون من غير العملي تنظيف الدجاج يدويا بكميات الآن، فقبل عام 1946
كان استهلاك الفرد الأمريكي للدجاج السنويا يصل إلى 9 كليو جرا, ارقام عام 2024
توضح أن استهلاك الفرد الأمريكي وصل إلى 46 كليو جرام سنويا من الدجاج, هذا
الانفجار في الاستهلاك لم يكن ليحدث لولا الشركات التي طورت سلالات تنمو بسرعة
جنونية وتكلفة علف أقل، مما جعل سعر الدجاج أرخص من أي لحم آخر, وكل هذا بسبب أنهم
أطاعوا قانون يمنحهم الحق في التنظيف ميكانيكيا, ومن يعلم, لربما أنت عندك منتج
تستطيع إنتاجه ويستفيد منه العالم, ولربما أستفيد منه أنا, لذلك, إبدا دائما بطاعة
القانون.
No comments:
Post a Comment