Saturday, November 1, 2025

عن بونزي, أول مستريح ( رجل)

 أهلا فيكم،

 

دائما نسمع في الأخبار عن حالات لمستريحين، مثل مستريح السيارات عام 2025, أحتال على الناس بمبلغ 2 مليار جنية، ما يعادل 42,338,257 دولار، او مستريح الجمبري عام 2023 الي احتال بمبلغ 3 مليار جنية ما يعادل 75 مليون دولار بادعاء الاستثمار في البحريات، او بلقيس الحداد 2023 الي استمرت حوالي سنتين وجمعت قرابة 151 مليون دولار مع وعد بعوائد 40% شهريا، وهنا نسائل، من هؤلاء؟ وكيف يعملون؟ ولماذا يضع الناس مبلغهم مع هؤلاء الناس ويتركون الاستثمار الحقيقي؟ اليوم سنناقش هذه المسألة لنفهم أولاً كيف تعمل البنوك للاستثمار؟ ولماذا لا يمكن أن تكون هذه الاستثمارات بأي حال حقيقية، ومن أول رجل من مارس نشاط المستريحين:

أولا، كيف تعمل البنوك؟

البنك المركزي أقرض البنك الخاص مبلغ بفائدة 10%, البنك الخاص يقرض الأفراد بفائدة 14%, يعيد البنك الخاص المبلغ الذي اقترضه من البنك المركزي  ويستلم من الفرد المبلغ بالفوائد 14% , يكسب البنك 4% من أصل المبلغ, هكذا تعمل البنوك الخاصة.

والبنوك تستثمر المبالغ من الأفراد, وهذا الاستثمار هو في الأساس ممارسة نفس النشاط ( إقراض الأفراد والشركات) من المحافظ الاستثمارية.

ولو لاحظت, الفوائد لابد أن تكون أعلى من فوائد البنك المركزي ,ولكن برقم مقبول, لأن هذا هو عمل الاقتصاد, توجد التزامات على البنوك من موظفين وفروع ومنافسين, فالبنك بين مطرقة إرضاء العميل وتحقيق مكسب, وهنا يأتي دور المستريحين:

          كيف يعمل المستريح؟

المستريحين ناس يغردون السرب، عادة وعود بأرباح عالية جدا لا تتفق مع السوق، وشكلها عادة عوائد بنسب خرافية سنويا ومرات شهريا، يعني كمثال، حالة بلقيس الحداد، كانت تدعي أن لديها استثمار عقاري، كانت تعطي أرباح بفوائد تصل لحد 40% على أساس شهري! في حين أن قطاع العقار وقتها كان في حالة كساد وانخفاض، وهذا لا يسمح إطلاقا بأن تكون هذه المبالغ عوائد مكاسب للاستثمار، لأنه قطاع يمر بركود، إذا من أين تأتي هذه الأرباح؟

الجواب، أن المستريح كان يأخذ مبلغ من المستثمرين الجدد، ويسدد القدامى، لإعطاء نفسه مصداقية، والجيل الجديد من الضحايا، يعطيها للجدد، ويسدد القدامى، والخطة أساسها قائم على: هناك عدد من المتوافدون أكثر ممن جاء بالفعل، في خطة هرمية تسمى مخطط بونزي, ينهي الخطة أمرين: عدد متوافدين أقل ممن جاء بالفعل, وهنا يعجز عن السداد, او الوصول لرقم مستهدف ليختفي المحتال بما تبقى له من المال تاركا الضحايا دون أموالهم,


لماذا تنجح هذه الخطة؟

بسبب طمع الضحايا بتحقيق أرباح أعلى مما يستطيع البنك تحقيقه، وهذا له سببين رئيسيين: الأول عدم الواقعية، الشغف بتحقيق الثراء السريع، مع سذاجة تصديق شخص لمجرد أنه وعد الناس, دون فلترة الأشخاص والمصداقية.


          أول رجال من مارس هذه الفكرة؟
مستثمر إيطالي اسمه تشارلز بونز, في عام 1920 إدعى استلهامه فكرة عن الطوابع الرد البريدية الكندية تباع بربع ثمنها في اسبانيا, فأوهم الناس بمشروعه ( أشتري بطاقات بريد من إسبانيا وأبيعها في كندا) والفوائد كانت 40% شهرياً, أخذ الملايين من الناس بهدف المشروع, ولكن لا يوجد عدد من الطوابع في إسبانيا تستطيع تغطية توزيعة للأرباح, فقد كان يحتاج ملئ باخرة بالكامل من الطوابع البريدية من اسبانيا ليبيعها في كندا ليحقق كل هذا الربح, لكنه كان يوزع الأرباح بالفعل! ولم تكون هناك سفن محمله بكل الطوابع ترسوا وتبيع الطوابع، فمن أين كان يوزع كل هذه الأرباح؟
كان يوزعها من المستثمرين الجدد، والذين سيأخذون دورهم في توزيع الأرباح الأشهر القادمة، ولكن هذا المحتال سقط في النهاية بعد عامين من الخداع، وتسبب بخسارة تقدر بـ 200 مليون دولار الآن، من رأس مال لم يسترده الناس.

 

          هذا اول رجل، فيه إمراه قبله؟

نعم! تخيل عام 1879 قامت سارة إيميلي هاو، بتأسيس شركة ودائع مقتصرة على النساء العازبات فقط وبفائدة 8% شهريا، وطبعا لم يكن هنا استثمار بل توزيع أرباح بنفس خطة بونزي.

          ماذا نفهم؟
السوق له محددات وقوانين، لا أحد يستطيع أن يعطيك فوائد أعلى من قدرة السوق، إذا وعدك الشخص بفوائد أعلى فتذكر (هو يتكلم والكلام هواء)، قوانين السوق لن يكسرها أحد، جرب تكسر قوانين السوق والسوق يكسرك، فرق بين الوعود ونية الاستيفاء بها، وكن واقعي وقلل من توقعاتك، توقع من لتحقق الأرباح من السوق، افهم قوانينه، وطع القانون.

No comments:

Post a Comment