أهلا فيكم.
نعرف ناس، لطيفين، طيبين، وطبيعيين ومحترمين، لكن في الإنترنت ستجد مجتمع آخر, تجد
العالم السلبي, تنتشر فيه القناعات الغير مقبولة اجتماعيا, وحتى أفكار خاطئة جدا
تجد لها صدى ومجتمعات في الإنترنت.
من يرى المجتمع والناس, ويرى الشبكات الاجتماعية, يدرك حجم الاختلاف والتباين بين ما
يظهر من قناعات المجتمع وبين ما يظهر في الشبكات الاجتماعية , لدرجة أن البعض قد
يتوقع أن الناس المتواجدين في الإنترنت أنهم من الخارج المجتمعات المستهدفة، اليوم
سنناقش هذا الموضوع ولنبين هذا الأمر ولنوضح أن معظم هؤلاء الناس المتواجدين في
الشبكات الاجتماعية هم فعليا من نفس المجتمعات المحافظة، وقد يكون أنت تعرف بعضهم شخصيا،
وسنوضح لماذا قد يتحول ناس عاديين لناس يمارسون هذا السلوك الفاضح، لمعرفة هذه
الظاهرة لنعرف نحتاج أولا معرفة سبب هذه الظاهرة:
--------------------------------------------------------------------------------------
من أسباب تبني الناس قناعات مختلفة عن المجتمع
·
غياب الضغوط
الاجتماعية على الفرد في الفضاء الرقمي.
o
وجود الشخص في مجتمع واقعي ومعروف يدفعه للاستمرار
بالتظاهر بتبني نفس القناعات المجتمع، هذا الحاجز يسقط في الفضاء الإلكتروني
وتواجد أشخاص يشاركون نفس الاهتمامات ونفس طريقة التفكير، مما يعزز شعور الشخص
بأنه ليس وحدة.
o
فكر، وأصدقني القول: هل تعتقد حقا أن كل من
عرفتهم وقابلتهم يشاركونك ويشاركون المجتمع نفس المبادئ؟ وأين تعتقد أنهم يظهرون
فيه معتقداتهم وقناعاتهم بكل حرية؟
·
نظرية
غرفة الصدى، وهي قائمة على تكوين مجتمعات من مناطق متباعدة تتشارك نفس الأفكار.
o
يسهل تكوين مجتمعات تتشارك نفس القناعات من مناطق
متباعدة في مكان رقمي واحد، زيادة العدد يزيل عن الشخص الشعور بالغربة والعزلة
ويجعله أميل للاقتناع أن موقفه غير خاطئ وأنه طالما وجد من يشاركونه نفس الاهتمام
فلابد أن يكون موقفه صحيحا، مهما كان رأيه متطرف، ويقلل من رغبته عن البحث عن الآراء
المختلفة، الأمر كغرفة الصدى، إذا تكلم سمع صوت نفسه، ولذلك سميت غرفة الصدى.
o
فكر، لماذا توجد كل هذه المجتمعات المتطرفة على
الفضاء الرقمي؟ كيف يمكن ان يجد الشخص من يشاركه نفس الاهتمامات بسهولة؟
·
تأثير
دانينج وكروجر، الجهل بالجهل.
o
تأثير دانينج كروجر هي تجربه علمية بينت أن
منخفضي الخبرة في مجال ما، فبسبب جهله فالشخص يبالغ في تقدير نفسه في هذا المجال
الذي لا يحسنه، وهذا سبب أن كثير من الأشخاص على الإنترنت يتبنى قناعه اجتماعية أو
نظريات ويدافع عنها بشدة وبحماسة في الفضاء الرقمي، ومن الوارد أن هذه القناعات قد
تتعارض مع القناعات المجتمع نفسه.
o
فكر، هل كلنا خبراء في كل مجالات الحياة؟ كلن منا
خبير في مجال او إثنين في الحياة، ولكننا مضطرون لاتخاذ قرارات في مجالات كثيرة
نحن غير مؤهلين لمعرفة الجواب الصحيح فيها، إذا كنا كذلك في حياتنا اليومية، فمن
أين للأشخاص على الإنترنت كل هذه الخبرات ليكون لديهم هذه القناعات؟ هل كلهم خبراء
في علم الاجتماع؟ او كلهم خبراء في المجال الطبي؟ ام أنهم أيضا غير مؤهلين لمعرفة
الجواب ومعظمهم فعليا يجهلون أنهم غير مؤهلين لإبداء الرأي؟ هذا التأثير يجعلهم
يتبنون قناعات خاطئة، ويتحولون إلى أصوات عالية وقوية في الفضاء الرقمي.
v في المجمل: بسبب إمكانية إنشاء مجتمعات متشاركة لنفس الاهتمامات على الإنترنت، وبسبب طبيعة الناس التي يستتبعها اختلاف في معظم تفاصيل الحياة، وإمكانية التحرر من القيود الاجتماعية في الإنترنت، وبسبب رغبه الناس في إزالة الشعور بالغربة، يمكن أن يجتمعوا في منتديات على الإنترنت المتباعدة جغرافيا، وبسبب أن كثير منهم غير مؤهلين لإبداء رأي في كثير من مواضيع الحياة، وعدم إدراكهم بجهلهم، تظهر لنا هذه الآراء المتطرفة والغير متوافقة مع المجتمع بشكل كبير على الإنترنت.
No comments:
Post a Comment