نعرف ناس، لطيفين، طيبين، وطبيعيين ومحترمين، ونعاشرهم بكل خير، ويتميزون بالتهذيب
في الكلام، وحسن التصرف، كل هذا في حياتنا الواقعية، لكن في الإنترنت ستجد مجتمع آخر،
تجد العالم السلبي، الشتائم والتنمر في الإنترنت.
ومن المؤكد أنك تساءلت يوما عن سبب هذا التبيان الشديد بين المجتمع والشبكات
الاجتماعية؟ ولماذا في حياتنا العادية نجد الناس طيبين وفي الإنترنت تجد الكثير من
السلبيين وشاتمين؟ اليوم سنناقش هذا الموضوع ونبين أنك أنت تعرف كثير منهم شخصيا،
وسنوضح لماذا قد يتحول ناس عاديين لأناس يمارسون هذا السلوك الفاضح.
دوافع هذا
السلوك الفاضح على الإنترنت متعددة ومعقدة ومتداخله، سنناقش اليوم بعضها وهي:
·
ميل الناس
لإبداء السخط أكثر من الثناء.
o
ميل يميلون
لتغليب السخط وإبداء التنمر أكثر من إبداء الثناء والمدح، لذلك تجد أنه مقابل أي
منشور حصد إعجاب مجموعه كبيرة من الأشخاص، قليل سوف يقوم بتفاعل إيجابي، لكن قد
يتفاعل كل شخص غير راضي عن المنشور بتعليق سلبي او إظهار عدم الرضى.
o
فكر،
كم مرة وجدت منشور لطيف وتحته عدد محدود من المدح؟ وكم مرة تجد منشور أثار جدلا
وكم عدد التعليقات السلبية التي يحصل عليها؟ ستجد دائما الغلبة للمنشورات السلبية.
·
سهولة
التحول لمتنمر على الإنترنت.
o
يمكن
للمتنمر ان يتابع عدد من المستهدفين في الشبكات الاجتماعية التي تفصلهم مسافات
طويله وحتى دولية، وينشر التعليقات المسيئة لهم.
o
فكر،
قارن بين التنمر الحقيقي من الصعوبة وعدد الضحايا، وبين سهولة التنمر الإلكتروني
وعدد ضحاياه؟ كل ما يتطلبه الأمر هو كتابه تعليق ونشره في ثواني لعدد كبير من
الأشخاص في دقائق محدودة.
·
إخفاء
هوية وما يستتبعه من غياب التشاعر ولغة.
o
ان عدم
رؤية المتنمر لوجه ضحاياه في الفضاء الإلكتروني يجعل المتنمر يذكر السوء للشخص
نفسه لمجرد أنه يذكر الكلام المسيء لحساب الضحية، هو لا يراه فبالتالي لا يأخذ
كلامه الجارح بجدية.
o
فكر، هل يسهل عليك أن تذكر شخص أمامك بالسوء؟ أم
أن المجاملة ستطغى ولن تحاول تجريحه؟ وقارن هذا مع إما يمكنك أن تقوله عنه
للآخرين؟
v
في المجمل:
لدينا عدد كبير من المستخدمين على الإنترنت، كثير منهم راضي وقليل منهم راضي، يميل
الراضين لالتزام الصمت عوضا عن إبداء الرضى، ويميل السلبيين إلى الإساءة، يتردد
السلبين على عدد كبير من المستخدمين في وقت قصير وأماكن متباعدة، وبسبب غياب
التشاعر الإنساني يسرف المسيئين في التنمر والملاحقة في الشبكات الاجتماعية، وهكذا
تظهر سلبية الأشخاص على الإنترنت بشكل لا يتوافق مع حقيقة المجتمع.
لماذا هذا مهم؟
لدينا أطفال! وهم يستخدمون الإنترنت، ويتعرضون لهذا الكلام المسيء، ينبغي لنا
تنبيه أنفسنا والأطفال لتحذيرهم من التعامل مع الكلام على الإنترنت بجدية، ومنع
أنفسنا واطفالنا من الانجرار لممارسة السلوك الفاضح، وعدم إهمال التواصل الإنساني
الحقيقي لصالح التواصل على الإنترنت.
وختاما، طع القانون.
No comments:
Post a Comment