أهلا فيكم.
عن السعادة، الكل يبحث عن السعادة، كلمه مرادفة للفرح والسرور والبهجة، وليس سرا
اننا كلنا نبحث عن السعادة ونبحث عن دوافعها وسبل تحقيقها، من الوارد أن البعض
يعتقد أنها صعبه وأنه كتب علنا الشقاء، وقد يربطها الناس بالمال والسلطة والسمعة،
وحتى المجتمع الذي تعيش فيه، وقد تتوقع الآن أنني سأقولك إن السعادة لا تشترى
بالمال صحيح؟
لكنني لن أفعل لأن كل ما سبق هو يزيدون من
مستوى السعادة, لأنه بالفعل السعادة لها ارتباط مادي, ولو لحظت أنا قلت -
يزيدون من مستوى السعادة – لأنهم ليسوا مفتاح السعادة, في هذه الحلقة سنكتشف
أن السعادة - وما الطفها من كلمه - أمرها ممكن وليست مستحيلة ولا حتى صعبه,
ومن يصدق أن للسعادة أسرارا 3, تخيل فقط 3 اسرار لو التزمت فيها ستحصل على
السعادة, ومن عدم هذه الأسرار الثلاثة لن تسعده الأمور المادية لا المال ولا
السمعة ولا شيء مما سبق, فلن يحصل الشخص على السعادة المادية طالما تخلف عن مفاتيح
السعادة, ولن تتخيل مدى بساطة هذه الأمور ومدى تأثيرها الشديد عليك, وأول هذه
المفاتيح هي:
1- الامتنان:
يغلب
على الكثير عدم الشعور بالامتنان تجاه الآخرين، وهو شعور مقترن بالاعتقاد أن
الآخرين قصروا في عطاءك ومساعدك، او تلبيه طلباتك وما كنت تريده، وأنه كان
بإمكانهم فعل ما هو أكثر، وأصبح هذا السخط هو الدارج لدى الكثيرين، السبب هو ميل
الناس لعدم ذكر المحاسن وعدم التعبير عن الرضى، ولو فكرت لأدركت أن الأولى لك هو التقاط
اول مفاتيح السعادة، وان تكون ممتننا.
فكر معي،
لماذا لا نشكر آباءنا على أنهم عاونونا طول هذه السنين؟ لماذا نتهمهم بأنهم أضاعوا
فرص أو لم يمنحونا أشياء أردناها؟ لماذا لا نلتمس لهم العذر بأنهم فعلوا ما بوسعهم
وان أي زيادة تعني إثقالهم بمجهود لا طاقهم لهم به؟
لماذا لأنشكر إخواننا على المساعدات الجليلة التي يقدمونها لك؟ او نشكر أصدقاؤنا على
وقوفهم بجانبنا وقت الشدة؟
لماذا نميل لزيادة متطلباتنا للآخرين على أن نشكرهم على ما قدموه لنا بالفعل؟
لماذا لا نلتمس لهم العذر حتى لا نرهقهم ونثقل عليهم بطلب المزيد من العطاء؟ لماذا
لا تمتن لهم وتشكرهم؟
جرب بدلا
من عتاب اصدقاؤك، اشكرهم على مساعداتهم لك، قلها لهم: مشكور وما قصرتم، يعطيكم ألف
عافيه.
جرب بدلا
من معاتبه الوالدين على أمور مادية، اشكرهم على أنهم ربوك واعانوك كل هذه السنين:
شكرا أبي، يعطيك العافية على كل الي سويته لنا، عارف تحملت مشاكلي وأنا شاب، وصفت
كثير عشان دراستي، شكرا لك، شكرا أمي، عارف تعباني معانا سنوات، ما قصرتي.
جرب بدلا
من عتاب زوجتك لأنها ما طبخت الأكل الي تبغاه، تأخرت في الغسيل أو تنظيف البيت جرب
تشكرها على كل المرات التي التزمت فيها معاك وعاونتك، جيب معاك باقة ورد، بدون مناسبة محدد، أعطيها الباقية ورتب على يديها وقل لها: شكرا لك يا أعظم إنسانه،
لا ننحرم من مساعداتك، جمائلك على فوق العد،
يعطيكي ألف ألف العافية.
2 – خفض التوقعات:
من الوارد جدا أن
تحبط، هذا طبيعي، ومن الممكن أن تحبط من الناس، او المجتمع، او من منتج معيوب، او
من عملك، أو حتى تحبط من نفسك، ومشكلتنا في الإحباط أننا نميل لتخيل نتائج ومنافع
معينه والمردود يكون تحت المتوقع ودون المستوى، وهنا يظهر الإحباط والشعور
بالانزعاج، وهنا قد تتوقع أنني ألومك على الإحباط وأطلب منك ألا تكون محبطا، صح؟
حسننا، لن افعل
وأقول لك أن تكون متفائلا وألا تحبط، بل سنحل الأمر من أساسه، وهو اخفض توقعاتك،
لأننا نميل عادة لرفع التوقعات من الناس ومن المجتمع، هذه التوقعات عادة تكون في
غير محلها لأننا لا نرى ما يدور خلف الكواليس، ويغيب عننا إدراك أن هذه التوقعات
في غير محلها وأنها إما ان تكون صعبه، او أنها غير واقعيه، لذلك فبدلا من ان أطلب
منك ألا تحبط، سأطلب منك ألا ترفع سقف التوقعات، لا تتوقع من الناس المعجزات ولا
تتوقع أن الأمور قد تسير حسب ما تخطط له، كن معقول في فيها تنتظره من الناس
والمجتمع.
فكر معي: لماذا تتخيل أن أحد أبنائك
سيحقق درجة كامله لمجرد أنه طفل ذكي؟ صحيح أنه ذكي، ولكنه في النهاية طفل وشأنه
شأن أقرانه، يريد أن يلهوا مع أصدقاؤه مرات ولديه هوايات شخصيه، هذه الهوايات قد
تقلل من فرصة حصوله على الدرجة الكاملة كما تتوقع، أنت تعرف ذلك لأنك كنت طفلا في
يوم من الأيام، وتعرف لأي درجة يجذبك اللعب وأنك الآن قد يصحبك شعور الحنين
بالعودة لتلك الأيام الخوالي وتلهوا كما يفعل طفلك، أنت تعرف ذلك فلماذا رفعت
توقعاتك فيه منذ البداية؟
لماذا تلوم مديرك في
العمل لأنه لم يمنحك ترقية ما؟ صحيح أنه يستطيع منحك، لكن أنت لست وحدك! تعرف أنه
يوجد فريق من أشخاص متعددين وتعرف أن الترقية ستكون لواحد منهم فقط، فكيف تريده أن
يرضي الجميع؟ منحها لأي منكم هو أحبط البقية، وتعلم أن احتمالية ان لا تكون الترقية
من نصيبك هي أعلى من أن تكون لك، أنت تعلم كل هذا، تعلم أنكم فرق وأن الترقية
لواحد وأن احتماليه أن تكون الترقية لك هو احتمال منخفض، أنت تعلم كل هذا، إذا
فلماذا رفعت توقعاتك منذ البداية؟
لماذا تلوم نفسك
لأنك أضعت فرص؟ او لأنك كنت اقل اجتهادا في زمن سابق؟ أو لأنك لم تمتلك منزلا حتى
الآن؟ او لأنك لم تأسس عملا يخصك؟ او أي من هذا كله، لماذا تقارن نفسك الآن -شخص
أكثر خبرة وأكثر معرفة ومهارة وأكثر اجتهادا- بذاتك منذ سنوات وأنت أقل خبرة وأقل
كفاءة وأقل استقلالية؟ هذا كله تحقق لك في زمن لاحق، أنت تدرك كل هذا، إذا فلماذا
تخيلت أنه كان يمكنك فعل الكثير في زمن سابق؟ لماذا توقعاتك من نفسك الكثير وأنت
في البداية؟
مطلوب هو خفض
التوقعات، ليس لقلة الطموح، بل لجعل التوقعات واقعية منذ البداية، لأننا نميل لرفع
التوقعات خارج حدود الممكن، وأنا هنا لا ادعوا الناس للانجرار بالخيال وخلط
الحقائق والأمنيات والرغبات، هنا اريدك معرفة كيف تعمل الأمور بشكل حقيقي ولنفهم
كيف نتعامل معها تعامل صحيح.
3 – اللطف:
السعادة لا تكون
متبوعة إلا باللطف، الطيف هو بحد ذاته مصدر للسعادة، يعطي العلاقات الاجتماعية
مصدر قوة، ينزع فتيل خلافات لن تقوم بفضل اللطف، ويساهم في سلامتك النفسية
والجسدية، وطبعا هي ينبوع السعادة، العنيفين والمسيئين والمتنمرين لا يعرفون
السعادة، أبعد عن مخيلتك أن ترى السعادة إذ لك تكن لطيفا وسهل المعشر.
فكر معي: أيعقل أن
تشعر بالسعادة ولك صديق غاضب منك بسبب تعاملك الخشن؟ هل تتوقع أن يكون إيجابي في
التعامل معاك المرات القادمة؟ وهل تتخيل أنه يمكنك أن تعيش في بيئة إيجابيه وأنت
محاط بأناس علاقتهم فيك هشة؟ لأنك غير لطيف؟
أيعقل أن تشعر
بالسعادة ولك طفل حزين بسبب كلامك الجارح الذي وجهته له؟ وهل تتوقع من هذا الطفل
الذي سممت طفولته بالكلام الخشن أن يعاملك بشكل غير الذي ربيته عليه؟ أني بشكل غير
لطيف؟
أيعقل أن تتخيل المحبة
من زوجتك لك وأنت لا تشكرها على ما تقدمه لك من اهتمام ومساعدة ودعم؟ ولا حتى تثني
عليها وتعاملها بكل خشونة؟ أيعقل أن تكون سعيدا هي غير سعيدة بسبب تعاملك معاها
الغير لطيف؟
اللطف هو المفتاح في
التعامل مع الآخرين، لن يرى الناس توقعاتك تجاههم ولن يرون الامتنان في بداية
علاقاتك معهم، سيرون اللطف وحسن الكلام واما الباقي سيدركونه منك في وقت لاحق.
مفاتيح السعادة في جمله:
بدلا من توقع
المعجزات من الناس، الامتنان لما فعلوه لك، وردك اللطيف لهم، وخلو قلبك من انتظار
المزيد منهم، هذه هي قوانين السعادة، فحتى السعادة لها قانون، وحياتنا لها قانون،
ونختم بكلمتنا المهمة.
طع القانون
https://youtu.be/5hOoC0s-t5o