Saturday, August 30, 2025

لماذا الناس سلبيين على الإنترنت

 



نعرف ناس، لطيفين، طيبين، وطبيعيين ومحترمين، ونعاشرهم بكل خير، ويتميزون بالتهذيب في الكلام، وحسن التصرف، كل هذا في حياتنا الواقعية، لكن في الإنترنت ستجد مجتمع آخر، تجد العالم السلبي، الشتائم والتنمر في الإنترنت.


ومن المؤكد أنك تساءلت يوما عن سبب هذا التبيان الشديد بين المجتمع والشبكات الاجتماعية؟ ولماذا في حياتنا العادية نجد الناس طيبين وفي الإنترنت تجد الكثير من السلبيين وشاتمين؟ اليوم سنناقش هذا الموضوع ونبين أنك أنت تعرف كثير منهم شخصيا، وسنوضح لماذا قد يتحول ناس عاديين لأناس يمارسون هذا السلوك الفاضح.

دوافع هذا السلوك الفاضح على الإنترنت متعددة ومعقدة ومتداخله، سنناقش اليوم بعضها وهي:

·       ميل الناس لإبداء السخط أكثر من الثناء.

o      ميل يميلون لتغليب السخط وإبداء التنمر أكثر من إبداء الثناء والمدح، لذلك تجد أنه مقابل أي منشور حصد إعجاب مجموعه كبيرة من الأشخاص، قليل سوف يقوم بتفاعل إيجابي، لكن قد يتفاعل كل شخص غير راضي عن المنشور بتعليق سلبي او إظهار عدم الرضى.

o      فكر، كم مرة وجدت منشور لطيف وتحته عدد محدود من المدح؟ وكم مرة تجد منشور أثار جدلا وكم عدد التعليقات السلبية التي يحصل عليها؟ ستجد دائما الغلبة للمنشورات السلبية.

·       سهولة التحول لمتنمر على الإنترنت.

o      يمكن للمتنمر ان يتابع عدد من المستهدفين في الشبكات الاجتماعية التي تفصلهم مسافات طويله وحتى دولية، وينشر التعليقات المسيئة لهم.

o      فكر، قارن بين التنمر الحقيقي من الصعوبة وعدد الضحايا، وبين سهولة التنمر الإلكتروني وعدد ضحاياه؟ كل ما يتطلبه الأمر هو كتابه تعليق ونشره في ثواني لعدد كبير من الأشخاص في دقائق محدودة.

·       إخفاء هوية وما يستتبعه من غياب التشاعر ولغة.

o      ان عدم رؤية المتنمر لوجه ضحاياه في الفضاء الإلكتروني يجعل المتنمر يذكر السوء للشخص نفسه لمجرد أنه يذكر الكلام المسيء لحساب الضحية، هو لا يراه فبالتالي لا يأخذ كلامه الجارح بجدية.

o      فكر، هل يسهل عليك أن تذكر شخص أمامك بالسوء؟ أم أن المجاملة ستطغى ولن تحاول تجريحه؟ وقارن هذا مع إما يمكنك أن تقوله عنه للآخرين؟

 

v    في المجمل: لدينا عدد كبير من المستخدمين على الإنترنت، كثير منهم راضي وقليل منهم راضي، يميل الراضين لالتزام الصمت عوضا عن إبداء الرضى، ويميل السلبيين إلى الإساءة، يتردد السلبين على عدد كبير من المستخدمين في وقت قصير وأماكن متباعدة، وبسبب غياب التشاعر الإنساني يسرف المسيئين في التنمر والملاحقة في الشبكات الاجتماعية، وهكذا تظهر سلبية الأشخاص على الإنترنت بشكل لا يتوافق مع حقيقة المجتمع.

لماذا هذا مهم؟
لدينا أطفال! وهم يستخدمون الإنترنت، ويتعرضون لهذا الكلام المسيء، ينبغي لنا تنبيه أنفسنا والأطفال لتحذيرهم من التعامل مع الكلام على الإنترنت بجدية، ومنع أنفسنا واطفالنا من الانجرار لممارسة السلوك الفاضح، وعدم إهمال التواصل الإنساني الحقيقي لصالح التواصل على الإنترنت.

وختاما، طع القانون.

Saturday, August 23, 2025

الشر ليس مرفوضًا دائمًا، لماذا لا ينبغي لنا رفض الشر؟

 أَهْلًا فِيكُمْ.

نَعْرِفُ أَنَّ الشَّرَّ آفَةٌ، وَنُؤْمِنُ أَنَّهُ يَجِبُ مُكَافَحَتُهُ وَمُحَارَبَتُهُ بِشَكْلٍ دَائِمٍ، وَأَنَّهُ أَصْلُ الضَّرَرِ وَكُلُّ الأَذَى الَّذِي يُلَاحِقُنَا، مِنْ جُوعٍ، وَفَقْرٍ، وَمَرَضٍ، وَخَوْفٍ، وَأَنَّ الشَّرَّ مَرَّاتٍ عِدَّةً يَكُونُ أَزَمَاتٍ اِجْتِمَاعِيَّةً، وَسِيَاسِيَّةً، وَتَارَةً أَزَمَاتٍ طَبِيعِيَّةً، وَهَدَفُنَا وَهَدَفُ المُجْتَمَعِ أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي مُكَافَحَةِ الشَّرِّ حَتَّى يَضْمَحِلَّ وَيَنْقَرِضَ، وَهَذِهِ هِيَ الغَايَةُ الأَسْمَى. أَتَعْتَقِدُ ذَلِكَ صَحِيحًا؟ حَلْقَتُنَا اليَوْمَ مُخْتَلِفَةٌ، وَهُنَا دَعْنِي أَخْتَلِفْ مَعَكَ وَأَذْكُرْ أَنَّهُ كَمَا لِلْخَيْرِ فَوَائِدُ وَمَنَافِعُ نَتَّفِقُ عَلَيْهَا، وَأَنَّ الشَّرَّ مُضِرٌّ وَلَا يُسْتَفَادُ مِنْهُ، لَكِنَّنِي سَأُبَيِّنُ لَكَ اليَوْمَ أَسْبَابًا تَجْعَلُكَ مِنَ المُفْتَرَضِ أَنْ لَا تَرْفُضَ الشَّرَّ دَائِمًا، وَنُبَيِّنُ أَنَّهُ وَإِنْ كُنَّا لَا نَسْتَنْفِعُ مِنَ الشَّرِّ، لَكِنَّهُ لَا يَزَالُ ضَرُورِيًّا لَنَا، وَأَنَّ الشَّرَّ يُسْهِمُ وَيَزِيدُ فِي الخَيْرِ، وَفِيمَا يَلِي الأَسْبَابُ:

أَنْتَ الشِّرِّيرُ فِي رِوَايَةِ أَحَدِهِمْ،

الحَقُّ بِالتَّجْرِبَةِ،

تغيير القناعات،

الشَّرُّ مُؤَقَّتٌ وَالخَيْرُ دَائِمٌ.

1 – أَنْتَ الشِّرِّيرُ فِي رِوَايَةِ أَحَدِهِمْ:

يَمِيلُ النَّاسُ عَادَةً لِلِافْتِرَاضِ أَنَّ هُنَاكَ نَاسًا أَشْرَارًا فَقَطْ، وَلَكِنَّ الحَقِيقَةَ أَعْمَقُ وَلَيْسَتْ مُبَاشِرَةً بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ.  أَنْتَ الشِّرِّيرُ بِالنِّسْبَةِ لِآخَرِينَ، وَالسَّبَبُ يَمِيلُ لِطَبِيعَةِ الأُمُورِ وَهِيَ تَعَارُضُ المَصَالِحِ مَعَ نَاسٍ آخَرِينَ. مَهْمَا كُنْتَ تَفْعَلُ وَتَعْمَلُ، فَلَابُدَّ أَنْ يَكُونَ عَمَلُكَ يَصْطَدِمُ بِعَمَلِ شَخْصٍ آخَرَ، زِيَادَةُ نَفْعِكَ لَابُدَّ أَنْ تَكُونَ عَلَى حِسَابِ نَفْعِهِ هُوَ، وَكُلٌّ مِنْكُمْ يَخْصِمُ مِنْ مَكَاسِبِ الآخَرِ، دُونَ وُجُودِ سَبِيلٍ لِلتَّوْفِيقِ بَيْنَكُمَا.

مِثَالٌ: الشَّرِكَاتُ المُتَنَافِسَةُ، زِيَادَةُ مَكْسَبِ إِحْدَاهَا سَيُؤَدِّي بِالضَّرُورَةِ لِتَقْلِيلِ مَكَاسِبِ مُنَافِسَاتِهَا، وَيُهَدِّدُهَا بِالخُرُوجِ مِنَ السُّوقِ وَخَسَارَةِ مُوَظَّفِيهَا لِمَصَادِرِ دَخْلِهِمْ. الشَّرِكَاتُ هُنَا فِي سُوقٍ مَفْتُوحٍ، وَالتَّنَافُسُ يُمْكِنُ تَفْسِيرُهُ بِأَنَّهُ شَرٌّ، وَهُوَ لَيْسَ كَذَلِكَ بِالضَّرُورَةِ.

2 – الحَقُّ فِي التَّجْرِبَةِ:

كلَامِي هُنَا عَمَّنْ يَسْتَكْشِفُ وَيَبْحَثُ فِي الحَيَاةِ، وَيُجَرِّبُ السُّبُلَ وَالطُّرُقَ فِي تَحْقِيقِ المَكَاسِبِ وَدَرْءِ المَضَارِّ. لَا يُوصَمُ بِالشَّرِّ حَالَ إِدْرَاكِنَا أَنَّ مَا كَانَ يَقُومُ بِهِ قَدْ ضَرَّ نَاسًا، وَيُشْتَرَطُ عَدَمُ وُجُودِ النِّيَّةِ لِإِلْحَاقِ الضَّرَرِ وبَذْلُ الجهد اللَّازِمَ لمعرفة الصَّوَابِ.

تَذَكَّرْ أَنَّنَا كَبَشَرِيَّةٍ مَدِينُونَ لِلتَّجْرِبَةِ بِكُلِّ التَّقَدُّمِ وَالتَّنْوِيرِ المَوْجُودِ فِي هَذِهِ الحَيَاةِ، فَلَوْلَا الحَقُّ فِي التَّجْرِبَةِ لَمَا تَطَوَّرَ المُجْتَمَعُ وَالنَّاسُ كَمَا نَرَاهُ الآنَ.

مِثَالٌ: قِصَّةُ دَوَاءِ "الثَّالِيدُومِيدِ" (Thalidomide): دَوَاءٌ تَمَّ إِنْتَاجُهُ عَامَ 1957 كَمُهَدِّئٍ لِحَالَاتِ الغَثَيَانِ لِلْحَوَامِلِ، ثُمَّ تَمَّ اكْتِشَافُ ارْتِبَاطِ هَذَا الدَّوَاءِ بِحَالَاتِ تَشَوُّهٍ لِلْأَجِنَّةِ وَتَقَزُّمٍ لِلْأَطْرَافِ. يُقَدَّرُ ضَحَايَاهُ بِمَا يَزِيدُ عَلَى عَشَرَةِ آلَافِ شَخْصٍ، وَتَمَّ إِيقَافُ إِنْتَاجِهِ بَعْدَ ثُبُوتِ عَلَاقَتِهِ بِهَذِهِ التَّشَوُّهَاتِ عَامَ 1961، وَتُعْتَبَرُ أَكْبَرَ فَضِيحَةٍ طِبِّيَّةٍ فِي التَّارِيخِ الإِنْسَانِيِّ.

هَلْ كَانَ أَحَدٌ يَعْرِفُ شَرَّ هَذِهِ المَادَّةِ؟ لَا، وَعِنْدَ اكْتِشَافِ الأَمْرِ، تَمَّ اتِّخَاذُ الإِجْرَاءِ الصَّحِيحِ بِوَقْفِهِ.

من منكم سمع بالقصة؟ إكتب لي في التعليقات.

وَالنَّتِيجَةُ: تَمَّ تَشْدِيدُ الرِّقَابَةِ عَلَى شَرِكَاتِ الأَدْوِيَةِ، وَزِيَادَةُ القَوَانِينِ الدَّوَائِيَّةِ، وَزِيَادَةُ الِاخْتِبَارَاتِ لِتَشْمَلَ الفِئْرَانَ، وَإِنْشَاءُ هَيْئَاتٍ دَوَائِيَّةٍ جَدِيدَةٍ لِلْمُرَاقَبَةِ.  وَالآنَ بَعْدَ هَذِهِ الأَزْمَةِ وَزِيَادَةِ الرِّقَابَةِ، أَصْبَحَتْ رِحْلَةُ الدَّوَاءِ تَسْتَغْرِقُ مَا يَرْبُو عَلَى 10 سَنَوَاتٍ حَتَّى 15 سَنَةً لِإِصْدَارِهِ، وَتَكْلِفَةُ تَطْوِيرِ الدَّوَاءِ تَتَرَاوَحُ مِنْ 350 مِلْيُونَ دُولَارٍ حَتَّى 5 مِلْيَارِ دُولَارٍ، طَبْعًا يَعْتَمِدُ عَلَى نَوْعِ الدَّوَاءِ. هَذَا التَّحْسِينُ كُلُّهُ لضمان أمان الدواء، لَمْ نَكُنْ لِنَعْرِفَ أَنَّنَا بِحَاجَتِهِ لَوْلَا كَارِثَةُ الثَّالِيدُومِيدِ، وَتَأْثِيرُ هَذَا التَّحْسِينِ مُسْتَمِرٌّ مَعَنَا لِلْيَوْمِ.

3 – الشَّرُّ يغير القناعات:

الشَّرُّ يغير القناعات ويَكْشِفُ لِلنَّاسِ أَنْفُسَهُمْ وَالآخَرِينَ. فِي أَوْقَاتِ الشَّرِّ يَظْهرُ لَنَا المُسِيئِينَ، وَهُوَ فِعْلًا يَكْشِفُ لِلنَّاسِ أَنْفُسَهُمْ. تَجِدُ مِنَ النَّاسِ مَنْ أَسَاءَ لِنَفْسِهِ بِإِهْمَالِ العَمَلِ أَوْ تَبْذِيرِ المَالِ، فَيَسْتَدْرِكُ نَفْسَهُ أَثْنَاءَ الأَزْمَةِ وَحَتَّى بَعْدَ زَوَالِ الشَّرِّ. هُوَ الكَاشِفُ لِلْأَبْطَالِ الحَقِيقِيِّينَ، مَنْ يُؤْثِرُ الآخَرِينَ وَيُقَدِّمُ مَصْلَحَةَ المُجْتَمَعِ عَلَى صَالِحِ نَفْسِهِ، وَمَنْ يُحِبُّ نَفْسَهُ عَلَى حِسَابِ الآخَرِينَ. وَكَالعَادَةِ الأَزَمَاتُ، يَمُرُّ وَقْتٌ وَتَنْتَهِي، لَكِنْ يَبْقَى مَنْ مَارَسَ الشَّرَّ شِرِّيرًا بِعَيْنِ النَّاسِ.

لن أذكر أمثله، اذكروا لي في تعليقاتكم من مر عليه شيء ازمه واكتشف حقيقة ناس كان يظنهم كويسين.

4 - الشَّرُّ مُؤَقَّتٌ وَالخَيْرُ دَائِمٌ:

الخَيْرُ هُوَ الأَصْلُ، هُوَ المَوْجُودُ مُعْظَمَ الوَقْتِ. الشَّرُّ هُوَ الحَالَةُ العَرَضِيَّةُ. الخَيْرُ هُوَ الَّذِي تَعِيشُهُ مُعْظَمَ الوَقْتِ لَا الشَّرَّ. حَتَّى بَعْدَ الأَوْقَاتِ الصَّعْبَةِ، وَمَا يَسْتَتْبِعُ الشَّرَّ مِنْ ضَرَرٍ، وَمَا قَامَ بِهِ النَّاسُ لِتَجَاوُزِ الأَوْقَاتِ الصَّعْبَةِ، يُمَهِّدُ هَذَا الطَّرِيقَ لِفَتْرَةٍ فِيهَا أَمَلٌ وَتَفَاؤُلٌ تَأْتِي بَعْدَ أَزَمَاتٍ وَتَحَدٍّ، يَسْتَدْرِكُ فِيهَا النَّاسُ مَشَاعِرَهُمُ الإِنْسَانِيَّةَ وَتَبْنِي لَهُمْ ذَاكِرَةً مَلِيئَةً بِالأُخُوَّةِ، وَتَسْتَمِرُّ بَعْدَ الأَزَمَاتِ لِفَتْرَةٍ طَوِيلَةٍ.

مِثَالٌ: قِصَّةُ اليَابَانِ بَعْدَ الحَرْبِ وَالِاسْتِسْلَامِ.  بِسَبَبِ شَرِّ الحَرْبِ وَنِهَايَةِ آلَةِ المَوْتِ وَالدَّمَارِ، خَرَجَتِ اليَابَانُ مُدَمَّرَةً تَمَامًا مِنَ الحَرْبِ.  لِتُدْرِكَ مَعِي حَجْمَ الكَارِثَةِ، لِنَسْمَعْ وَضْعَ البِلَادِ بَعْدَ الحَرْبِ عَامَ 1945:

ماتَ مِلْيُونَانِ وَنِصْفٌ يَابَانِيٌّ،

انْخَفَضَ إِنْتَاجُ الدَّوْلَةِ لِحَوَالَيْ 30% فَقَطْ,

 9 مَلَايِين شَخْصٍ بِلَا مَأْوًى،

 نَقْصً حَادًّ فِي اَلْغِذَاءِ وَالْبِنْيَةِ اَلتَّحْتِيَّةِ،

 تَفَشِّي الأَمْرَاضِ.

حِينِهَا أَدْرَكَ اليَابَانِيُّونَ أَنَّ "مَنِ اسْتَلَّ سَيْفَ الحَرْبِ، يُغْمَدُ فِي رَأْسِهِ" وَذَاقُوا حَرْفِيًّا مَدَى مَرَارَتِهَا وَأَثَرِهَا، فَتَرَاجَعُوا عَنِ العَقِيدَةِ الحَرْبِيَّةِ، وَاتَّجَهُوا لِتَجَاوُزِ الأَزْمَةِ وَالكَاِرثَةِ بِالتَّعَافِي الِاقْتِصَادِيِّ. وَبِسَبَبِ انْشِغَالِ اليَابَانِيِّينَ بِالِاقْتِصَادِ وَالجِدِّ وَالعَمَلِ، ظَهَرَتْ مَا تُسَمَّى "المُعْجِزَةُ الِاقْتِصَادِيَّةُ اليَابَانِيَّةُ" وَانْظُرْ لِلْأَسْبَابِ لِهَذِهِ المُعْجِزَةِ:

ظُهُورُ القُوَّةِ العَامِلَةِ، أصبح المَلَايِينُ مِنَ الجُنُودِ لِلْيَابَانِ عُمَّالًا يَبْحَثُونَ عَنِ العَمَلِ، اتَّجَهَ النَّاسُ لِادِّخَارِ أَمْوَالِهِمْ خَوْفًا مِنْ أَزَمَاتٍ مُشَابِهَةٍ، دَعَمَتِ الحُكُومَةُ مَجْهُودَ التَّصْدِيرِ لِلشَّرِكَاتِ.

النَّتِيجَةُ: لَمْ تَمْضِ 30 عَامًا عَلَى هَذِهِ الأَزْمَةِ إِلَّا وَقَدْ أَضْحَتِ اليَابَانُ ثاني أَقْوَى اقْتِصَادَاتِ العَالَمِ، ونافست حتى الولايات المتحدة الأمريكية في صناعه الإلكترونيات، السيارات، والريادة التكنولوجية، والاختراعات الجديدة، والترفيهية والإعلامية.


فَالسُّؤَالُ هُوَ: هَلْ كَانَ اليَابَانِيُّونَ لِيُدْرِكُوا كُلَّ ذَلِكَ لَوْلَا أَنَّهُ أَصَابَهَم شَرُّ الحَرْبِ وَلَهِيبُهُ لكَشَفَ الغِشَاوَةَ عَنْهُمُ؟


وَهَلْ كَانَتْ تَوَسُّلَاتُ أَحَدِهِمُ القَائِلَةُ بِكُلِّ وُدٍّ: "مِنْ فَضْلِكُمُ ابْنُوا الِاقْتِصَادَ وَانْتَهُوا عَنِ الحُرُوبِ" كَفِيلَةً لِتَجْعَلَهُمْ يَتَأَثَّرُونَ وَيَتَبَنَّوْنَ بِكُلِّ حُبٍّ عَقِيدَةً أَكْثَرَ إِنْسَانِيَّةً؟

أَمْ أَنَّهُمُ اتَّجَهُوا لِهَذَا الخِيَارِ الصَّحِيحِ بِفَضْلِ شَرِّ الحَدِيدِ وَالنَّارِ؟

الخُلَاصَةُ:

هَلِ الشَّرُّ مُؤْلِمٌ؟ نَعَمْ.

هَلِ الشَّرُّ مَرْفُوضٌ أَخْلَاقِيًّا؟ نَعَمْ.

الشَّرُّ ضَرَرٌ خَالِصٌ،

وَهَذَا مَفْهُومٌ، لَكِنَّهُ جُزْءٌ مِنْ طَبِيعَةِ الأُمُورِ.

الشَّرُّ لَا يُمْكِنُ اعْتِبَارُهُ نِعْمَةً،

إِنَّمَا مَا يَحْدُثُ خِلَالَ الشَّرِّ مِنْ قِبَلِ النَّاسِ لِتَجَاوُزِ الأَزْمَةِ، وَمَا يَحْصُلُ بَعْدَهُ لِتَجَنُّبِ أَزَمَاتٍ مُشَابِهَةٍ، وَالقَنَاعَاتُ الَّتِي تَتَغَيَّرُ، وَتَحَسُّنُ الذَّاتِ الَّذِي يَلِيهِ، هُوَ بِالفِعْلِ مَا يُحْتَسَبُ أَنَّهُ خَيْرٌ. وَقَدْ يَتَخَيَّلُ الشَّخْصُ مِنْ كَلَامِي أَنَّهُ لَا يُوجَدُ أَشْرَارٌ وَأَنَّ كُلَّ مَا فِي الأَمْرِ هُوَ أَنَّ مَا تَعْتَبِرُهُ شَرًّا هُوَ تَعَارُضُ مَصَالِحَ لَيْسَ إِلَّا. هَلْ فَهِمْتَ مِنْ كَلَامِي هَذَا الأَمْرَ؟ 

أَنْتَ مُخْطِئٌ! يُوجَدُ أَشْرَارٌ حَقِيقِيُّونَ، لَكِنْ مَنْ هُمْ؟ هَذَا الجَوَابُ نَتْرُكُهُ لِحَلْقَةٍ قَادِمَةٍ. حَتَّى ذَلِكَ الوَقْتِ، طِعِ القَانُونَ.

 

https://youtu.be/peJwAfzAre8 

Saturday, August 16, 2025

السعادة ليست سرا, هذه أسرار السعادة الثلاثة.

 أهلا فيكم.


عن السعادة، الكل يبحث عن السعادة، كلمه مرادفة للفرح والسرور والبهجة، وليس سرا اننا كلنا نبحث عن السعادة ونبحث عن دوافعها وسبل تحقيقها، من الوارد أن البعض يعتقد أنها صعبه وأنه كتب علنا الشقاء، وقد يربطها الناس بالمال والسلطة والسمعة، وحتى المجتمع الذي تعيش فيه، وقد تتوقع الآن أنني سأقولك إن السعادة لا تشترى بالمال صحيح؟


 لكنني لن أفعل لأن كل ما سبق هو يزيدون من مستوى السعادة, لأنه بالفعل السعادة لها ارتباط مادي, ولو لحظت أنا قلت - يزيدون من مستوى السعادة – لأنهم ليسوا مفتاح السعادة, في هذه الحلقة سنكتشف أن السعادة - وما الطفها من كلمه - أمرها ممكن وليست مستحيلة ولا حتى صعبه, ومن يصدق أن للسعادة أسرارا 3, تخيل فقط 3 اسرار لو التزمت فيها ستحصل على السعادة, ومن عدم هذه الأسرار الثلاثة لن تسعده الأمور المادية لا المال ولا السمعة ولا شيء مما سبق, فلن يحصل الشخص على السعادة المادية طالما تخلف عن مفاتيح السعادة, ولن تتخيل مدى بساطة هذه الأمور ومدى تأثيرها الشديد عليك, وأول هذه المفاتيح هي:


1- الامتنان:

          يغلب على الكثير عدم الشعور بالامتنان تجاه الآخرين، وهو شعور مقترن بالاعتقاد أن الآخرين قصروا في عطاءك ومساعدك، او تلبيه طلباتك وما كنت تريده، وأنه كان بإمكانهم فعل ما هو أكثر، وأصبح هذا السخط هو الدارج لدى الكثيرين، السبب هو ميل الناس لعدم ذكر المحاسن وعدم التعبير عن الرضى، ولو فكرت لأدركت أن الأولى لك هو التقاط اول مفاتيح السعادة، وان تكون ممتننا.

فكر معي، لماذا لا نشكر آباءنا على أنهم عاونونا طول هذه السنين؟ لماذا نتهمهم بأنهم أضاعوا فرص أو لم يمنحونا أشياء أردناها؟ لماذا لا نلتمس لهم العذر بأنهم فعلوا ما بوسعهم وان أي زيادة تعني إثقالهم بمجهود لا طاقهم لهم به؟
لماذا لأنشكر إخواننا على المساعدات الجليلة التي يقدمونها لك؟ او نشكر أصدقاؤنا على وقوفهم بجانبنا وقت الشدة؟
لماذا نميل لزيادة متطلباتنا للآخرين على أن نشكرهم على ما قدموه لنا بالفعل؟ لماذا لا نلتمس لهم العذر حتى لا نرهقهم ونثقل عليهم بطلب المزيد من العطاء؟ لماذا لا تمتن لهم وتشكرهم؟

جرب بدلا من عتاب اصدقاؤك، اشكرهم على مساعداتهم لك، قلها لهم: مشكور وما قصرتم، يعطيكم ألف عافيه.

جرب بدلا من معاتبه الوالدين على أمور مادية، اشكرهم على أنهم ربوك واعانوك كل هذه السنين: شكرا أبي، يعطيك العافية على كل الي سويته لنا، عارف تحملت مشاكلي وأنا شاب، وصفت كثير عشان دراستي، شكرا لك، شكرا أمي، عارف تعباني معانا سنوات، ما قصرتي.

جرب بدلا من عتاب زوجتك لأنها ما طبخت الأكل الي تبغاه، تأخرت في الغسيل أو تنظيف البيت جرب تشكرها على كل المرات التي التزمت فيها معاك وعاونتك، جيب معاك باقة ورد، بدون مناسبة محدد، أعطيها الباقية ورتب على يديها وقل لها: شكرا لك يا أعظم إنسانه، لا ننحرم من مساعداتك، جمائلك على فوق العد، يعطيكي ألف ألف العافية.

2 – خفض التوقعات:

          من الوارد جدا أن تحبط، هذا طبيعي، ومن الممكن أن تحبط من الناس، او المجتمع، او من منتج معيوب، او من عملك، أو حتى تحبط من نفسك، ومشكلتنا في الإحباط أننا نميل لتخيل نتائج ومنافع معينه والمردود يكون تحت المتوقع ودون المستوى، وهنا يظهر الإحباط والشعور بالانزعاج، وهنا قد تتوقع أنني ألومك على الإحباط وأطلب منك ألا تكون محبطا، صح؟

          حسننا، لن افعل وأقول لك أن تكون متفائلا وألا تحبط، بل سنحل الأمر من أساسه، وهو اخفض توقعاتك، لأننا نميل عادة لرفع التوقعات من الناس ومن المجتمع، هذه التوقعات عادة تكون في غير محلها لأننا لا نرى ما يدور خلف الكواليس، ويغيب عننا إدراك أن هذه التوقعات في غير محلها وأنها إما ان تكون صعبه، او أنها غير واقعيه، لذلك فبدلا من ان أطلب منك ألا تحبط، سأطلب منك ألا ترفع سقف التوقعات، لا تتوقع من الناس المعجزات ولا تتوقع أن الأمور قد تسير حسب ما تخطط له، كن معقول في فيها تنتظره من الناس والمجتمع.

فكر معي: لماذا تتخيل أن أحد أبنائك سيحقق درجة كامله لمجرد أنه طفل ذكي؟ صحيح أنه ذكي، ولكنه في النهاية طفل وشأنه شأن أقرانه، يريد أن يلهوا مع أصدقاؤه مرات ولديه هوايات شخصيه، هذه الهوايات قد تقلل من فرصة حصوله على الدرجة الكاملة كما تتوقع، أنت تعرف ذلك لأنك كنت طفلا في يوم من الأيام، وتعرف لأي درجة يجذبك اللعب وأنك الآن قد يصحبك شعور الحنين بالعودة لتلك الأيام الخوالي وتلهوا كما يفعل طفلك، أنت تعرف ذلك فلماذا رفعت توقعاتك فيه منذ البداية؟

          لماذا تلوم مديرك في العمل لأنه لم يمنحك ترقية ما؟ صحيح أنه يستطيع منحك، لكن أنت لست وحدك! تعرف أنه يوجد فريق من أشخاص متعددين وتعرف أن الترقية ستكون لواحد منهم فقط، فكيف تريده أن يرضي الجميع؟ منحها لأي منكم هو أحبط البقية، وتعلم أن احتمالية ان لا تكون الترقية من نصيبك هي أعلى من أن تكون لك، أنت تعلم كل هذا، تعلم أنكم فرق وأن الترقية لواحد وأن احتماليه أن تكون الترقية لك هو احتمال منخفض، أنت تعلم كل هذا، إذا فلماذا رفعت توقعاتك منذ البداية؟

          لماذا تلوم نفسك لأنك أضعت فرص؟ او لأنك كنت اقل اجتهادا في زمن سابق؟ أو لأنك لم تمتلك منزلا حتى الآن؟ او لأنك لم تأسس عملا يخصك؟ او أي من هذا كله، لماذا تقارن نفسك الآن -شخص أكثر خبرة وأكثر معرفة ومهارة وأكثر اجتهادا- بذاتك منذ سنوات وأنت أقل خبرة وأقل كفاءة وأقل استقلالية؟ هذا كله تحقق لك في زمن لاحق، أنت تدرك كل هذا، إذا فلماذا تخيلت أنه كان يمكنك فعل الكثير في زمن سابق؟ لماذا توقعاتك من نفسك الكثير وأنت في البداية؟

          مطلوب هو خفض التوقعات، ليس لقلة الطموح، بل لجعل التوقعات واقعية منذ البداية، لأننا نميل لرفع التوقعات خارج حدود الممكن، وأنا هنا لا ادعوا الناس للانجرار بالخيال وخلط الحقائق والأمنيات والرغبات، هنا اريدك معرفة كيف تعمل الأمور بشكل حقيقي ولنفهم كيف نتعامل معها تعامل صحيح.

3 – اللطف:

          السعادة لا تكون متبوعة إلا باللطف، الطيف هو بحد ذاته مصدر للسعادة، يعطي العلاقات الاجتماعية مصدر قوة، ينزع فتيل خلافات لن تقوم بفضل اللطف، ويساهم في سلامتك النفسية والجسدية، وطبعا هي ينبوع السعادة، العنيفين والمسيئين والمتنمرين لا يعرفون السعادة، أبعد عن مخيلتك أن ترى السعادة إذ لك تكن لطيفا وسهل المعشر.

          فكر معي: أيعقل أن تشعر بالسعادة ولك صديق غاضب منك بسبب تعاملك الخشن؟ هل تتوقع أن يكون إيجابي في التعامل معاك المرات القادمة؟ وهل تتخيل أنه يمكنك أن تعيش في بيئة إيجابيه وأنت محاط بأناس علاقتهم فيك هشة؟ لأنك غير لطيف؟

          أيعقل أن تشعر بالسعادة ولك طفل حزين بسبب كلامك الجارح الذي وجهته له؟ وهل تتوقع من هذا الطفل الذي سممت طفولته بالكلام الخشن أن يعاملك بشكل غير الذي ربيته عليه؟ أني بشكل غير لطيف؟

          أيعقل أن تتخيل المحبة من زوجتك لك وأنت لا تشكرها على ما تقدمه لك من اهتمام ومساعدة ودعم؟ ولا حتى تثني عليها وتعاملها بكل خشونة؟ أيعقل أن تكون سعيدا هي غير سعيدة بسبب تعاملك معاها الغير لطيف؟

          اللطف هو المفتاح في التعامل مع الآخرين، لن يرى الناس توقعاتك تجاههم ولن يرون الامتنان في بداية علاقاتك معهم، سيرون اللطف وحسن الكلام واما الباقي سيدركونه منك في وقت لاحق.

 

مفاتيح السعادة في جمله:

          بدلا من توقع المعجزات من الناس، الامتنان لما فعلوه لك، وردك اللطيف لهم، وخلو قلبك من انتظار المزيد منهم، هذه هي قوانين السعادة، فحتى السعادة لها قانون، وحياتنا لها قانون، ونختم بكلمتنا المهمة.


طع القانون


https://youtu.be/5hOoC0s-t5o

Saturday, August 9, 2025

اللطف ليس ضعفًا، 3 أسباب لماذا ينبغي لك أن تكون لطيفًا؟

 لماذا ينبغي لنا أن نتحلى باللطف؟ اللطف ليس مجرد صفة إنسانية تمنحك السعادة وتملأ محيطك بالبهجة، بل هو قوة حقيقية. وخلافًا لما هو شائع، للطف ثلاث فوائد عظيمة يمكنك الاستفادة منها على المدى البعيد. لنبدأ بذكرها بالترتيب:

1 - صحتك النفسية والجسدية، هدية من اللطف لك:

اللطف له آثار كبيرة على صحتك النفسية والجسدية. فهو يقلل التوتر ويبعدك عن الخلافات، مما يحميك من مسببات القلق ويزيد من إفراز هرمونات السعادة. هذا الأثر الإيجابي ينعكس حتماً على صحتك الجسدية.

فكما نعلم، القلق المزمن يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة على المدى البعيد، مثل الإرهاق الدائم وزيادة احتمالية الإصابة بأمراض مثل السكري وضغط الدم.

 كذلك، يمنحك اللطف شعورًا بالهدف.عندما تكون لطيفًا، ستشعر أنك تساهم في تحسين الحالة النفسية لمن حولك، وهذا الشعور بالرضا سينعكس على حالتك النفسية ويعزز ثقتك بنفسك.

2 – العلاقات الشخصية، اللطف غراء للعلاقات:

لا يمكننا إغفال الأهمية القصوى للطف في بناء العلاقات الشخصية والاجتماعية. فهل يمكننا تخيل علاقة زوجية ناجحة بلا لطف؟ أو صداقة حقيقية بلا ود؟ أو تربية سليمة بلا رحمة؟ اللطف ليس مجرد 'غراء' يجمع العلاقات، بل هو درع يحميك من المكائد والأحقاد التي قد يولدها التعامل الفظ مع الآخرين. كما أنه يضمن لك وجود من يساندك ويقدم لك يد العون وقت الحاجة.

3 – بيئة إيجابيه، إسهام لطفك للمجتمع:

اللطف هو بذرة السعادة التي تزرعها في المجتمع، وحصادها سيعود إليك. من الصعب أن يبقى شخص فظًا في بيئة لطيفة. تصرفك بلطف يشجع الآخرين على التخلي عن فظاظتهم، مما يخلق مجتمعًا إيجابيًا يدرأ الكراهية بالود والإساءة باللطف. كذلك، يجنبك اللطف المشاكل التي يمكن تفاديها. عندما يسيء إليك شخص في أمر بسيط، يمكنك تجاوز الأمر ببساطة بدلًا من افتعال خلافات لا داعي لها. فلنركز طاقتنا على المشاكل الحقيقية التي تستحق اهتمامنا، ونتجاوز المشاكل التي لا نحتاجها.

ختاما:

اللطف ليس ضعفًا. بل هو سلاح يفتح لك قلوب الناس، يمكنك به تحقيق ما لا يمكن تحقيقه بالمال أو القوة. ستنال الترحيب والقبول من المجتمع، وتأمن مكائد الآخرين. والأهم من ذلك، تذكر أن اللطف لا يتعارض مع الحزم. فاللطف هو أن تختار التسامح على الفظاظة عندما يكون لديك الخيار. فليس عليك أن تكون لطيفًا مع من أساء إساءات جسيمة، بل عليك أن تكون حازمًا. ولكن في المواقف التي يكون لديك فيها الخيار، اختر اللطف. هذا هو اللطف الحقيقي، وهو اختيار واعٍ ينبع من القوة الداخلية. وطبعًا... طِعِ القَانُونَ.

https://youtu.be/IQhNvGa9H_o